بغــداد تنتقل من الليل الى الصباح
يأخذون قـسـطاً منها في أذهانهم
مرمماً بالعصر الأسـبق ، وبوقائع الغد . لا ينامون
ليس بعد ، ثمة المـشـي والنهـر
على ترابه عند الماء
. تزجج ذواتها الأسـماك
معدنيات ، ينفلقن ، أزهارٌ تقذف شـرراً
، تتفتح في نـسـيم آخر الليل ، تحملها
، الى عويلم لبغداد ، كمقدمة للصباح ، حلم اليوم القادم
مزدحم بالأطايب وفيه التماس الجـسـيم ، لقاء الأنامل ؛
. من الموت . قبولٌ . ولم يعد غير أن نـسـتـسـيغ بالـشـفاه العذوبة
قرع الزار وأقراص النرد ورائحة التبغ والهيل
. في الهواء ؛ تلك بغـداد
نثار عليها يضيئ منطقة الظل
المـشـاهد على المناضد . الروح تتابع
، تقطيع حركة بغـداد ، مرةً ، ثم توقفها ، ثم مرةً ، ثم تريثها
تُقدم نفـسـها مترافقةً مع اهتزازٍ بندولي بين الـشـرق والغـرب
مع إنطفاء نار الأرض ، رويداً ، رويداً
تفرض ما سـتعطيك من لُقىً في العالم ومن الطعـام
موعوداً بصوتها سـتنام صباحك حتى الضحى
حزن يومها المـسـحوب ، معها ، لا تحيا بدونه
وبقوةٍ ، بالحنان الذي لا يتلوث
هذا ميلادك وموتك ، الحب في التوتر
. لهذه المدينة التي بلغت الصباح
أنـور الـغــســانـي 18 تشرين الثاني 1994
|